مصر رايحه علي فين

ان السؤال المطروح الان علي ألسنة الجميع من ابناء مصر علي مستوي النخبة والمواطن العادي علي السواء هو أين الطريق الذي علينا ان نسلكه لتحقيق أهدافنا المشروعة والعادلة والتي اجتمع عليها جميع ابناء مصر.
والتي تلخصت في العيش والحرية والكرامة والعدالة. ولا نستطيع ان ندعي وسط الظروف التي تمربها بلادنا الان ان اجابة هذا السؤال يسيرة وبسيطة ولكن ما نستطيع ان نؤكد عليه هنا هو أن الانسان المصري بمعدنه الاصيل قادر بفضل الله علي تجاوز هذه المرحلة. فذلك هو درس التاريخ الذي لم يخطئ يوما علي مر قرون وسنين مسيرة هذا الشعب العظيم في ارض الله.
وكما أبهر الشعب المصري شعوب العالم يوم الخامس والعشرين من يناير من العام الماضي بثورة سلمية حضارية تنشد رسم مستقبل أفضل ومستحق لهذا الوطن العريق قادر علي ان يضع بعبقريته وحكمته معالم الطريق نحو صنع هذا المستقبل وحتي لا نتحدث في فراغ.
أو إغراق في التصميم والكلمات المرسلة فاننا نضع أيدينا ونتوقف باحترام امام تجربة حية عاشتها جماهير فلاحي مصر خلال العام الماضي فرغم الحقيقة الواضحة بأن أياً من مطالبهم لم تجد طريقها بعد الي حيز التنفيذ الا إنهم لم يتوقفوا لحظة واحدة عن عطائهم من أجل المساهمة في استقرار الوطن بل ان من الملفت للنظر ان متوسطات انتاجية جميع المحاصيل الزراعية قد بلغت معدلات غير مسبوقة بفضل الله وحكمته سبحانه وتعالي (إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا) ان هذه هي الرسالة القادمة من قلب القرية المصرية نتواكب مع المشاركة الواسعة لابناء مصر جميعا في الحياة السياسية التي بدأت مع الاستفتاء علي التعديلات الدستورية واعقبتها انتخابات مجلسي الشعب والشوري التي تمت بهدوء وشفافية ونزاهة كاملة كان وراءها صدق وتجرد وحيادية ونزاهة من أداروها سواء من المجلس العسكري الحاكم أو قضاة مصر الشرفاء ان هذه الرسائل الواضحة تؤكد مقدرة الشعب المصري الفذة علي المضي قدما في طريق التنمية والاستقرار. بالأخذ بالاسباب والبرامج التي تؤدي الي تحقيق النتائج المرجوة.
فعلينا ان نتجرد من مطالبنا الذاتية ونضع المصلحة العامة نصب أعيننا. وهذا هو الطريق الذي سلكه الفلاح المصري ولديه أعدل المطالب الفئوية علي مستوي جميع فئات الشعب ولكنه أدرك بفطرته السليمة ان الوقت لم يحن بعد لتحقيقها بل انه في المقابل انصرف بكل ما أوتي من قوة وخبرة الي العطاء والعمل مؤمنا بأن ما يبذله من جهد هو الطريق السليم لتحقيق مطالبة ومطالب ابناء مصر جميعا دون عجلة أو إلحاح قد يجعل الوصل الي أهدافنا أكثر صعوبة وهذه هي الرسالة التي يتوجه بها الفلاح المصري الي هؤلاء الذين يتعجلون تحقيق مطالبهم وتوجهاتهم ويسلكون في ذلك أساليب ضاغطة تؤدي حتما الي تعطيل مسيرة تحقيق أهدافنا جميعا وبدون استثناء ان الاجابة علي السؤال الذي طرحته في اول حديثي واضحة جلية مدعومة بحقائق ملموسة علي ارض الواقع صنعتها قطاعات وطنية اتسمت بالحكمة والتجرد وبعد النظر. وعلمت ان العمل وزيادة الانتاج هو السبيل الأوحد نحو العيش الكريم والحرية والعدالة والعبور بالبلاد الي بر الامان وتحقيق الن